وكالة أنباء الحوزة - واضاف السيد نصر الله في كلمة له بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة للتحرير الثاني: "داعش" كان يعتزم السيطرة على سوريا وكان لبنان جزءا من مشروعه وكان تنظيم "داعش" الارهابي يهدف الى وصل تدمر بالقلمون ولو تمكن من ذلك لكانت المعركة أصعب.
وأكد: ان تنيظم "داعش" الارهابي حظي بدعم دولي واقليمي وتسهيلات كبيرة وتم جلب الالاف من مسلحيه الى المنطقة والمعركة لم تكن معركة لبنانية فقط وانما لبنانية سورية وهي كانت على جانبي البلدين والسفارة الاميركية منعت الدولة اللبنانية من مواجهة ارهابيي "داعش" تحت وطأة التهديد بوقف المساعدة عن الجيش.
وشدّد السيد نصرالله على أن "ارهابيي "داعش" وجبهة النصرة من منشأ واحد والخلاف بينهما سياسي وليس عقائدي، و"داعش" حظي بدعم غربي واضح وكان الإعلام الخليجي قد تحدث في الأيام الأولى من ظهور "داعش" في العراق على أنهم ثوار، وأيضا البعض من ممن يعملون مع السفارات في لبنان ذهبوا للتضامن مع الجماعات التكفيرية في الجرود".
وذكّر السيد نصرالله على أن "الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب تحدث كثيراً عن إنشاء "داعش" واعترافات جنرالات أميركيين تؤكد دور أميركا في نشوئها، ومعركة تحرير الجرود كانت معركة سورية - لبنانية وشارك فيها من الجانب السوري الجيش السوري وقوات شعبية ومن الجانب اللبناني شارك فيها لسنوات حزب الله والجيش اللبناني".
وتابع :"في الشق اللبناني عندما جاء هؤلاء وسيطروا على التلال والجبال والوديان شاهدنا الهيمنة على بلدة عرسال وتهديد البلدات المجاورة بمعزل عن الانتماء الديني لهذه البلدات وقصف في عمق البقاع وسيارات مفخخة في المنطقة وصولاً إلى الضاحية الجنوبية"، مؤكدًا أن " الجماعات التكفيرية في الشق اللبناني مارست الاعتداء على الجيش والقوى الامنية وتهديد باقي المناطق مقابل تقاعس الحكومة اللبنانية عن مواجهة هذا التهديد".
وأضاف :"السفارة الأميركية كانت تضغط على الحكومة اللبنانية لمنع الجيش اللبناني من اتخاذ قرار مواجهة الجماعات التفكيرية تحت طائلة وقف المساعدات للجيش اللبناني، ومقابل كل ذلك كان هناك دعم للجماعات التكفيرية في الجرود وحتى أسلحة وذخائر وعتاد ودعم إعلامي أيضاً ومراجعة المواقف آنذاك تكشف زيف الأدعاء بالحرص على السيادة".
وبيّن أن "حزب الله اتخذ قرار التدخل بعد التيقين من قرار الدولة اللبنانية بالتخلي عن مواجهة هذا التهديد، وفي ظل ظروف مناخية صعبة وكانت المواجهة في كل قمة وكل واد وكثيرون من الشباب كانوا متطوعين ولم يتلقوا رواتب ومنهم تركوا وظائفهم وأعمالهم، وسقط شهداء وجرحى في الأيام الأخيرة وتم تطهير تلك الجبال بشكل متأني ومدروس لأننا كنا نبحث عن أقل كلفة في هذه المعركة وقاتلنا جنباً إلى جنب وكتف إلى كتف إلى جانب الجيش اللبناني في الجرود".
ولفت السيد نصرالله الى أن "هذا الانتصار لم يأت بالمجان بل بالتضحيات والسهر والتعب وتحمل الحر والبرد القارس"، مؤكدًا أن "ما حصل في جرود البقاع كان جزءاً من الحرب الكونية على سوريا ولكن البعض يبسطون الأمر وهؤلاء يتجاهلون كل الحقائق"، مذكّرًا بأن " القتال الضاري الذي خاضه الجيش السوري والمجاهدين منع وصل تدمر بالقلمون وصولاً إلى الجرود ولولا ذلك لكانت معركة تحرير الجرود أصعب وأشد".
وأكد أنه "في الجزء اللبناني الجيش اللبناني والمقاومة وأهل المنطقة دعموا مقاتلي المقاومة واحتضنوهم ومجدوهم لأن أهل المنطقة يحفظون الجميل ولا ينكرونه، ويجب أن نذكر في الجزء السوري أو اللبناني يعود الفضل في توفير سلاحنا وإمكاناتنا ودعمنا اللوجيستي لإيران"، مشيرا الى أنه "في المقابل كانت أميركا تدعم "داعش" وتمنع الحكومة اللبنانية وتضغط لمنع الجيش اللبناني من مواجهة هؤلاء في الجرود ومجدداً انتصرت معادلة الجيش والمقاومة والشعب في التحرير الثاني كما في انتصار 14 آب"، لافتا الى أنه "في هذه الذكرى نقول لكل الارهابيين والتكفييرين إن عدتم عدنا".
من جهة أخرى، رأى السيد نصرالله أن "المشروع الأميركي يتهاوى، ويتبين لنا وأن كل العناوين التي طرحت بعد 11 أيلول لغزو أفغانستان والعراق ويتأكد أنها مجرد عناوين خادعة وقد كان الغرض الحقيقي هو الاحتلال ومصادرة خيرات البلاد وعندما واجهت المقاومة العراقية انسحبت أميركا ثم عادت بحجة "داعش الارهابي".
وفي سياق آخر، اعتبر السيد نصرالله أن "ما نشهده في افغانستان هو مشهد لهزيمة أميركية كاملة وسقوط أميركي كامل، وما جرى ويجري يجب أن يخضع للدرس ومشهد من يريدون الخروج من كابول وهم كانوا يتعاونون مع القوات الأميركية وحلف الناتو ومشهد الذين يسقطون من الطائرة وتركوا".
ورد السيد نصرالله على كل من ينكر وجود حصار على لبنان، متسائلا :"إذا رجعنا للسنوات الماضية التي كانت فيها "داعش" موجودة بالجرود نجد نفس الأشخاص ونفس الأناس الذين كانوا ينكرون وجودها ينكرون وجود حصار الآن، وهنا لا أحد يتحدث عن حصار مطبق ولكن هل ذلك يعني أن لا وجود للحصار؟".
وتابع :"الأميركيون منعوا الدول أن تقدم مساعدات أو أن تقوم باستثمارات في لبنان تحت طائلة العقوبات ويتم تهديد المسؤولين اللبنانيين في حال قبول استثمارات صينية أو روسية بالعقوبات الأميركية".
وذكّر السيد نصرالله بأن "قانون قيصر كان حصاراً على لبنان أيضاً وعندما بدأت الحرب تضع اوزارها وانفتحت الأبواب أمام مشاريع إعادة الإعمار كثير من الشركات والمصانع والتجار اللبنانيين يأملون بالذهاب إلى هناك وكان من الممكن أن يضخ ذلك الحياة الاقتصادية إلى لبنان، وفي سوريا فتحوا الأبواب أمام كل من يساهم بإعادة الإعمار ولكن قانون قيصر أغلق الأبواب أمام كل اللبنانيين وكل من يريد أن يستثمر في سوريا البلد الوحيد البري المجاور للبنان".
ولفت السيد نصرالله الى أنه "خلال 3 سنوات عندما قُطع طريق تحسين وضع الكهرباء كم عانت الخزينة من الكهرباء؟ وكما عانى اللبنانيون؟ وهنا الجانب الأميركي هو من يتحمل المسؤولية".
وكشف نصرالله أن "الايام آتية وحبل الكذب قصير والحقائق ستظهر فيما يتعلق بالسفن المحملة بالمحروقات من إيران وهنا أعلن أننا اتفقنا مع الأخوة الايرانيين على البدء بتحميل سفينة محروقات ثالثة باتجاه لبنان، والحديث سيكون واضحاً عندما تصل السفينة الأولى".
وأسف السيد نصرالله لأن دماء الضحايا في التليل ولا صرخات اللبنانيين المذلولين في محطات المحروقات ولا آهات المرضى بالسرطان الذين سمعناهم بالامس لم تتمكن من تذليل العقبات أمام تشكيل الحكومة اللبنانية، وهنا نسأل أما أن للنقاش في الحقائب الوزارية لتشكيل الحكومة اللبنانية أن ينتهي؟.
من جهة أخرى، شدد السيد على أن "طريقة إدارة ملف إنفجار مرفأ بيروت من قبل القاضي العدلي تؤكد أنها قائمة على الاستنسابية"، معتبرًا أن "القاضي العدلي يقوم بالتسيس واستضعاف رئيس حكومة تصريف الأعمال واتهام رئيس الحكومة وهو أمر لا يجوز أن يقبلها أحد وهو أمر مخالف للدستور الذي يحدد أين يحاكم الرؤساء والوزراء والنواب، ونطالب الجهات القضائية أن تقوم بما يمليه القانون والدستور ولا أن تقوم باستضعاف اي موقع لأي أسباب سياسية".
رمز الخبر: 363740
٢٧ أغسطس ٢٠٢١ - ٢٣:٤٨
- الطباعة
وكالة الحوزة - قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن ما حصل في جرود البقاع كان جزءاً من الحرب الكونية على سوريا ولكن البعض يبسطون الأمر وهؤلاء يتجاهلون كل الحقائق والانتصار الذي حققناه لم يأت بالمجان وإنما بفعل التضحيات والصبر والصمود.